يقول د. عبدالكريم بكار:
معظم العرب والمسلمين لا يجدون رغبة في القراءة، وقليلون جداً الذين يقرؤون كتاباً في الشهر، والأسباب عديدة، لكن السبب الرئيس في نظري ليس عدم وجود ما تحتاجه القراءة من مال ووقت وإدراك لفضلها، وإنما عدم معرفة الناس بالنهايات السعيدة التي يمكن أن توصلهم القراءة إليها، وعدم معرفتهم بالفوائد والعوائد العظيمة التي يحصلون عليها حين يقرؤون بجدية ومثابرة.
وأود هنا أن أشير إلى المعاني التالية:
يصعب أن تقتنع بقول أي شخص يقول إنه لا يجد نصف ساعة يومياً لقراءة شيء ينتفع به، وإن أي مراجعة لأحوالنا ستجعلنا ندرك أننا نضيِّع يومياً الكثير من الوقت في أمور غير مهمة.
إن قراءة نصف ساعة يومياً ليست بالشيء القليل حيث إنها تمكِّن الإنسان من أن يقرأ خمسين كتاباً متوسطاً في السنة، بل إن قراءة نصف ساعة يومياً بشكل منهجي ومركَّز تمكن الإنسان من أن يصبح معلماً للعلم الذي يقرأ فيه، لأنه إذا التزم بذلك يقرأ في حدود 900 ساعة في خمس سنوات وهذه تساوي ما يقرؤه الطالب الجامعي في مادة من المواد الأساسية .
إن التثقيف والإطلاع هدف نبيل للإنسان لكنه ليس كافياً لجعل الإنسان يتعب ويضغط على نفسه من أجل الاستمرار في القراءة ، ومن هنا فإن من المهم جداً أن يكون لكل واحد منا هدف محدد يرمي إلى بلوغه من خلال المطالعة ، وهذا الهدف قد يكون إتقان القارئ لفرع من فروع المعرفة والتعمق فيه حتى يصبح أحد المرجعيات الكبرى فيه، وقد يكون التأليف في ذلك الفرع، كما أن القارئ قد يرنو إلى أن يصبح واحداً من أكبر المحاضرين في العلم الذي يقرأ فيه …. لا بد من أن نبحث عن مخرج من حالة الإعراض عن القراءة لأن المخاطر التي تترتب عليه كبيرة جداً ، والوقت أمامنا محدود.
5 تعليقات
كلمات رائعة في القراءة ورسمها في إطار جميل جدا..
أعجبتني كثيرا العبارة في الاقتباس التالي:
[لكن السبب الرئيس في نظري ليس عدم وجود ما تحتاجه القراءة من مال ووقت وإدراك لفضلها، وإنما عدم معرفة الناس بالنهايات السعيدة التي يمكن أن توصلهم القراءة إليها، وعدم معرفتهم بالفوائد والعوائد العظيمة التي يحصلون عليها حين يقرؤون بجدية ومثابرة.]
فعلا ، إن من ذاق حلاوة القراءة ، لا يكتفي منها أبدا .. وستكون الأوقات كلها تقرأ !!
اخي إبراهيم:
الأسباب كثيرة ومتعددة، و لعل منها كما ذكرت
– عدم الاهتمام بتنظيم الوقت
-حتى الساعة هناك من ليس لدية وعي بأن القراءة أمر من الخالق و ليس هواية او إختيار.
-أضم صوتي الى صوتك ((لا بد من أن نبحث عن مخرج من حالة الإعراض عن القراءة لأن المخاطر التي تترتب عليه كبيرة جداً، والوقت أمامنا محدود)).
لعل الجميع يساهم في رسم طريق الخروج من حالة الاعراض او السهو او السبات العميق.
تحياتي.
أنها فكرة رائعة نصف ساعة يومياً، ومع مرور الأيام تزداد الساعات.
ويصبح لدى الناس دافع قوي للقراءة، وحب شديد للمعرفة عن طريق الكتاب
(فألف ميل تبدأ بخطوة)
وشكراً
المشكلة فالثقافة والتنشئة الخاطئة..
نحتاج الى تنشئة اطفالنا منذ الصغر على اهمية القراءة ..
اخذهم الى المكتبة بشكل منتظم ..
محاورتهم فيما يقرؤون..
وانشاء مكتبة خاصة بهم فالمنزل..
النصف ساعة ليست بالكثير.. ومن التزم بها سيجد نفسة يقضي الساعات مع الكتاب دون الشعور بالملل..
شكرا” لك..
أخي العزيز المقال رائع وأتمنى أن تعزو الكتابات إلى أصحابها
فهذا المقال من تأليف أ.د.عبد الكريم بكار،
وشكرا.